نداء إلى وزارة البيئة العراقية
بسم الله الرحمن الرحيم
وجعلنا من الماء كل شيء حي
صدق الله العظيم
حييت سفحك عن بعد فحييني ...... يادجلة الخير يا أم البساتين
الماء عنوان الحياة ونبع تدفقها. وبرعم أستمراريتها . والإنسان غاية الخلق . ودجلة المعين الذي أروى غضاضاتنا من صغرنا ولعبنا على شاطئيه منذ نعومة اضفارنا ارهفتنا أمواجه الراعشة بهدوء على الرمل والمتكسرة على الأجراف الطينية المسنونة . وتدلي جذور نبات السوس من أجراف الطين كأنه رؤوس أفاعي تتعلق باتجاه الماء . تعلمنا السباحة على شواطئها الصافية .شربنا ماءها عندما كان العطش (ذيب) كما يقول العراقيون. ولدجلة مسرى آلامنا وأحلامنا وطيب ذكرياتنا . فهي بمثابة آمنا الأابداع . وملهمة شعرائنا وكتابنا أروع نتاجا تهم وملتقى عشاقنا على شاطئيها . كبرنا وضاقت شواطئها . كبرنا وشاخت مساراتها. كبرنا ويبست أشجار الغوغ المحاذية لها .كبرنا وكاد ينضب دفقها الهادر .لكنا اليوم كل ما مررنا ( بدجلة الخير أم البساتين ) أغر ورقت أعيننا بالدمع بكاء على دجلة ونحن نراها تحولت إلى (سلة مهملات ) ومن أخس المهملات (المياه الثقيلة) و(الخفيفة) ومياه الصرف الصحي للمدن الواقعة على جنباتها . من زاخو حتى الفاو. وما زاد الأمر سوءاً أصبحت شواطئها امتداد ( لحفاضات) الأطفال. والقناني البلاستيكية الفارغة وأنواع الأحذية والنفايات من كل ما تشمئز منه الروح . والأدهى والأمر بقع الزيت (القير) . التي تمر لا أدري من أين ؟ أو من يرمي القير بمجرى دجلة ؟؟ ((فرفقاً بدجلة)) ايها الشاربون ماءها .. ونداءاً عاجلا إلى وزارة البيئة العراقية أدركوا دجلة قبل فوات الأوان وقبل أن يعلن انها نهر ملوث .أو إن الثلوث بلغ ذروته ولا تصلح للاستهلاك البشري
احمد الرواز